إعلم أنّ علماء اختلفوا فى إسم الجلالة " الله " فى بسم الله الرحمان الرحيم فقال الشيخ خليل بن احمدوجماعة من اهل العربية : إنه اسم موضوع لله عزّ وجلّ لايشاركه فيه أحد
قال الله تعالى ( هل تعلم له سميا ) (سورة مريم/٦٥)
يعنى ان كل اسم لله تعالى مشترك بينه وبين غيره له على الحقيقة ولغيره على المجاز إلا هذا الاسم
فإنه مختص به فيه معنى الربوبية والمعانى كلها تحته
ألا ترى أنك إذا أسقطت منه الألف بقى لله وإذا أسقطت من الله اللام الأولى بقي له وإذا أسقطت من له اللام بقى هو
أنظر فى الغنية لطالب طريق الحقّ - للشيخ عبد القادر الجيلانى – ج ١ - ص ١١٢
قال سيدي العمرى رحمه الله تعالى فى كتاب بحر الأنوار فى خصائص إسم الجلالة " الله " ومن خصائصه أنه لاينقص بنقص بعض حروفه فتقول الله
فإذا أسقطت الألف تقول لله فإذا أسقطت الألف واللام الأولى تقول له فإذا أسقطت الألف واللامين تقول هو وهو الإسم الباطن أى المضمر ، وكثيرا مايذكره العارفون بهذا اللفظ ( هو، هو، هو )
أنظر فى القرطاس شرح راتب العطاس- لإمام البركة والعارف بالله تعالى الحبيب على بن حسن العطاس – ج ١ - ص١٩٩
وقال الإمام جعفر الصادق رضى الله عنه
انه اسم تام ، لأنه أربعة أحرف : الألف هو عمود التوحيد ، واللام الأول لوح الفهم ، واللام الثاني لوح النبوة ، والهاء النهاية في الإشارة
أنظر فى التفسير الصوفي للقرآن عند الإمام الصادق - للشيخ علي زيعور – ص ١٢٥
وقال الشيخ أبو عبد الرحمن السلمي رحمه الله تعالى
قيل أن الألف الأول من اسمه ( الله ) ابتداؤه ، واللام الأول لام المعرفة ، واللام الثاني لام الآلاء والنعماء ، والسطر الذي بين اللامين معاني مخاطبات الأمر والنهي ، والهاء نهاية ما يمكن العبارة عن الحقيقة لا غير
وقيل : أن الألف آلاء الله ، واللام لطف الله ، واللام الثاني لقاء الله ، والهاء تنبيه ، كأنه يقول بآلاء الله ولطفه وصل من وصل إلى لقاء الله فانتبهوا
وقيل أن الوله كله من إظهار اسمه الله ، فوله به المحبون والمشتاقون حين عجزوا عن علم شيء منه
أنظر فى زيادات حقائق التفسير – للشيخ أبو عبد الرحمن السلمي – ص ٢٠ – ٢١
وقيل في قوله الله ، أن الألف إشارة إلى الوحدانية ، واللام إشارة إلى محو الإشارة ، واللام الثاني محو المحو في كشف الهاء
وقيل إن الإشارة في الألف هو قيام الحق بنفسه وانفصاله عن جميع خلقه ، فلا اتصال له بشيء من خلقه كامتناع الألف أن يتصل بشيء من الحروف ابتداء ، بل تتصل الحروف به على حد الاحتياج إليه واستغناؤه عنها
وقيل من قال الله بالحروف فإنه لم يقل الله ، لأنه خارج عن الحروف والأوهام والأفهام ، ولكن رضى منا بذلك ، لأنه لا سبيل إلى توحيده من حيث لا حال ولا قال
وقيل أن معنى قول الله أن الأسماء كلها داخلة في هذا الاسم وخارجة منه ، تخرج من هذا الاسم معاني الأسماء كلها ، ولا يخرج هذا الاسم من اسم سواه ، وذلك أن الله تفرد بهذا الاسم دون خلقه ، وشارك خلقه في اشتقاقات أسماءه
وقال بعض البغداديين ليس الله ما يبدو لكم وبكم ، ووالله والله ، ما هذا هو الله هذه حروف تبدو لكم وبكم ، فإذا تمعنت فمعناها هو الله
وقيل أن الإشارة في الله هي في اتصال اللامين في الهاء وانفصال الألف عنه ، أي ما أشرتم به إلي من ألف التعريف منفصل عني ، لأنكم بإياكم تقولون ، وما كان من صفاتي فإنها متصلة بي كـ ( لله ) حيث اتصلت حروفه
أنظر فى المصدر نفسه – ص ٢٢ – ٢٥
وقال الشيخ فخر الدين العراقي رحمه الله تعالى
الله علم للذات مطلقاً ، وهمزته إشارة إلى التعين الأول ، وقطعها إلى انقطاعه من اللاتعين ، وفتحها إلى أنه مفتاح مفاتيح الغيب ، وألفها الخفية إلى اختفاء النفَس المتعين به ، واللامان إلى الملك والملكوت ، والألف بعدهما إلى دوران التجلي الحبي في نفسها ،
والهاء إلى غيب الذات
أنظر فى الشيخ فخر الدين إبراهيم بن شهريار العراقي – مخطوطة اللمعات العادلية في برزخ النبوية – ص 2
وقال الشيخ ابن عطاء الله السكندري رحمه الله تعالى
الألف الأولى دلالة الذات، واللام الأولى دلالة صفات الذات، واللام الثانية دلالة أسماء الأفعال ، واللام الثالثة دلالة أسماء المعاني القائمة بأسماء الصفات ، والهاء دلالة أسماء الإشارة لبواطن الأسماء
أنظر فى مفتاح الفلاح ومصباح الأرواح – للشيخ ابن عطاء الله السكندري - ص ١٠٩
وقال الشيخ عبد الكريم الجيلي رحمه الله تعالى
إن هذا الاسم [ الله ] خماسي ، لأن الألف التي قبل الهاء ثابتة في اللفظ ولا يعتد بسقوطها في الخط ، لأن اللفظ حاكم على الخط
واعلم أن الألف الأول عبارة عن الأحدية التي هلكت فيها الكثرة ولم يبق لها وجود من الوجوه ، وذلك حقيقة قوله تعالى
كُلُّ شَيْءٍ هالِكٌ إِلّا وَجْهَهُ
( القصص : 88 )
يعني وجه ذلك الشيء وهو أحدية الحق فيه ومنه ، له الحكم فلا يقيد بالكثرة إذ ليس لها حكم ،
ولما كانت الأحدية أول تجليات الذات في نفسه لنفسه بنفسه ، كان الألف في أول هذا الاسم وانفراده بحيث لا يتعلق به شيء من الحروف تنبيها على الأحدية التي ليس للأوصاف الحقيقية ولا للنعوت الخلقية فيها ظهور ، فهي أحدية محضة ، اندحض فيها الأسماء والصفات والأفعال والتأثيرات والمخلوقات
الحرف الثاني من هذا الاسم هو اللام الأول ، فهو عبارة عن الجلال ، ولهذا كان اللام ملاصقاً للألف ، لأن الجلال أعلى تجليات الذات
الحرف الثالث : هو اللام الثاني ، وهو عبارة عن الجمال المطلق الساري في مظاهر الحق عز وجل
الحرف الرابع من هذا الاسم : هو الألف الساقط في الكتابة ولكنه ثابت في اللفظ، وهو ألف الكمال المستوعب الذي لا نهاية ولا غاية له
الحرف الخامس من هذا الاسم : هو الهاء ، فهو إشارة إلى هوية الحق الذي هو عين الإنسان
تعقيب
مما تقدم يتضح أن الاسم الله عند الشيخ الجيلي يعني ما يأتي
أحدية الذات المحضة الخالية من الكثرة الخلقية والحقية
الصفات الجلالية وهي تمثل مرتبة الصفات الحقية
الصفات الجمالية وهي تمثل مرتبة الصفات الخلقية
الصفات الكمالية الجامعة لصفات الجلال والجمال في العالم والإنسان
هوية الحق التي هي عين هوية الإنسان
أنظر فى الإنسان الكامل في معرفة الأواخر والأوائل – للشيخ عبد الكريم الجيلي – ج ١ - ص ١٧ - ١٩
وقال الشيخ حسين الحصني الشافعي رحمه الله تعالى
هذا الاسم [ الله ] عند أهل التحقيق مركب من خمسة أحرف رقماً في ستة لفظاً: إشارة إلى إحاطة الذات المتعالية العوالم الخمسة المحسوسة ، والجهات الست المختلفة ، وسد طرق الأينيات . أولها الألف : وفيه إشارات منها : اختفاؤها في الخمسة لفظاً كخفاء الهمزة في الألف رقماً ، إشارة إلى خفاء مظاهر الإمكان في الغيب المجهول ، أو لاختفاء الأسرار الإلهية وحقائق الصفات الأزلية في رقوم المظاهر آخراً .
ومنها : أن الألف هو عين النفس الممتد من باطن الصدر المتعين في جميع درجات المخارج الحرفية الظاهر بصورة الحروف كلها
ومنها : انفصال صورتها الحرفية الرقمية عن صور الحروف كلها في أوائل الكلام ، واتصال الحروف به في الغاية إشارة إلى العلو والفناء والنـزاهة الذاتية وانقطاع نسبة الذات المتعالية عن الغير لانتفاء المناسبة بين المطلق والمقيد
اللام الأولى : إشارة إلى لوح الحقائق الملكوتية المتصلة بالتجلي الوجودي ، والتحلي بالحلل الجودي في مرتبة العيان الشهودي قبل عالم الشهادة المحسوس ونظام الملك ، بمشاركة الأجسام والنفوس ، وقبولها وجود الفيض الواصل بالتجلي النازل قبولاً أحدياً جلياً
اللام الثانية : إشارة إلى مجالي ظهور آثار تجليات الملك العزيز الجبار في سعة عرصة الملك ، وتفصيل ما كان مجملاً من أحكام قدرة المالك وأسراره في حقائق الملكوت وملكوت الملكوت
أنظر فى مخطوطة شرح أسماء الله تعالى الحسنى ( تأديب القوم ) – للشيخ حسين الحصني الشافعي – ص ١٠ – ١٥
وقال الشيخ ابو الفيض المنوفي رحمه الله تعالى
الألف [ في الله ] : تدل على البدء والمنتهى ، وفيها سر الواحدية
واللام : فيها دلالة الملك
والهاء : فيها الدلالة على سر إلوهيته التي لا تقتحم وذاتيته التي تعلو كل فهم
والألف كثيراً ما كانت عند أهل المعرفة : إشارة على اسم الذات المجرد
واللام الأولى : إشارة إلى التملك بالتمكن
واللام الثانية : للتمكن بالملكوت
والهاء إشارة إلى ألوهية الذات التي لا يدركها عقل ولا يصل إليها وهم
والاسم في مجموع حروفه : أول الأسماء الإلهية وآخرها
أنظر فى معالم الطريق إلى الله - للشيخ محمود أبو الفيض المنوفي – ص١٣٩
والله تعالى اعلم
Tidak ada komentar:
Posting Komentar